الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن
.إعراب الآيات (103- 109): {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَما نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ ما يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)}.الإعراب: (انّ) حرف توكيد (في) حرف جرّ (ذلك) إشارة في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ اللام لام التوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب اللام حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لآية (خاف) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (عذاب) مفعول به منصوب (الآخرة) مضاف إليه مجرور (ذلك) مرّ إعرابه والإشارة إلى يوم القيامة (يوم) خبر مرفوع (مجموع) نعت ليوم مرفوع، اللام جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمجموع (الناس) نائب الفاعل لمجموع فهو اسم مفعول مرفوع الواو عاطفة (ذلك يوم مشهود) مثل ذلك يوم مجموع. جملة: (إنّ في ذلك لآية...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (خاف...) لا محلّ لها صلة الموصول (من). وجملة: (ذلك يوم...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (ذلك يوم (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة. الواو عاطفة (ما) نافية (نؤخّرة) مضارع مرفوع، والهاء مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (إلّا) أداة حصر (لأجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (نؤخّره)، (معدود) نعت لأجل مجرور مثله. وجملة: (ما نؤخّره) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك يوم مجموع.. (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تكلّم)، (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرّة على الياء، والفاعل هو يعود على يوم في (يوم مجموع..)، (لا) نافية (تكلّم) مضارع مرفوع حذف منه إحدى التاءين (نفس) فاعل مرفوع (إلّا) مثل الأولى (بإذنه) جارّ ومجرور متعلّق ب (لا تكلّم).. والهاء مضاف إليه الفاء تعليليّة (منهم شقيّ وسعيد) مثل منها قائم وحصيد. وجملة: (يأتي...) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (لا تكلم نفس) في محلّ نصب حال من فاعل يأتي، والعائد في الجملة محذوف أي: لا تكلّم نفس فيه. وجملة: (منهم شقيّ..) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (منهم) سعيد) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. الفاء عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين بعد الإعلال.. والواو فاعل الفاء رابطة لجواب أمّا (في النار) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ الذين اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محل جرّ متعلّق بالخبر المحذوف، (زفير) مبتدأ مؤخّر مرفوع (شهيق) معطوف على زفير بالواو مرفوع مثله. وجملة: (الذين شقوا...) لا محلّ لها معطوفة التعليليّة. وجملة: (شقوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (لهم.. زفير) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. (خالدين) حال منصوبة من الضمير في (لهم)، والعامل فيها ما عمل في الجارّ والمجرور وعلامة النصب الياء (فيها) مثل الأول متعلّق بخالدين (ما) مصدريّة ظرفيّة (دامت) فعل ماض تام.. والتاء للتأنيث (السموات) فاعل مرفوع (الأرض) معطوف على السموات بالواو مرفوع مثله. والمصدر المؤوّل (ما دامت..) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق بخالدين أي مدّة بقائهما (إلا) أداة استثناء (ما) اسم موصول مبني في محل نصب على الاستثناء المتصل أو المنقطع (شاء) فعل ماض (ربّك) فاعل مرفوع.. والكاف مضاف إليه، ومفعول شاء محذوف أي إنقاذه من النار، أو زيادة مدّتهما (إنّ ربّك فعّال) مثل إنّ أخذه أليم، اللام زائدة للتّقوية (ما) اسم موصول محلّه البعيد النصب على أنّه مفعول به للمبالغة فعّال (يريد) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي اللّه. وجملة: (دامت السموات) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما). وجملة: (شاء ربّك...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: (إنّ ربّك فعّال) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (يريد) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. الواو عاطفة (أمّا الذين.. شاء ربّك) مثل الأولى نظيرها و(سعدوا) ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب الفاعل (عطاء) مفعول مطلق نائب عن المصدر لفعل محذوف مؤكّد لمضمون الجملة السابقة (غير) نعت لعطاء منصوب (مجذوذ) مضاف إليه مجرور. وجملة: (الذين سعدوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين شقوا.. وجملة: (دامت السموات...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما). وجملة: (شاء ربّك...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تك) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (في مرية) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبرتك (من) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ، (يعبد) مضارع مرفوع (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ما) نافية (يعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (إلّا) أداة حصر الكاف حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يعبد) مثل الأول (آباؤهم) فاعل مرفوع.. و(هم) مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يعبد). والمصدر المؤوّل (ما يعبد..) الأول في محلّ جرّ ب (من) متعلّق بمرية. والمصدر المؤوّل (ما يعبد..) الثاني في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق لفعل يعبدون أي: ما يعبدون إلّا عبادة كعبادة آبائهم. الواو عاطفة (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه اللام المزحلقة (موفّوهم) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.. و(هم) ضمير مضاف إليه (نصيبهم) مفعول به لاسم الفاعل موفّوهم.. و(هم) مثل الأخير (غير) حال منصوبة من نصيب (منقوص) مضاف إليه مجرور. وجملة: (لا تك في مرية...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءك العلم بهذا فلا تك. وجملة: (يعبد هؤلاء) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما). وجملة: (ما يعبدون إلّا...) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (يعبد آباؤهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني. وجملة: (إنّا لموفّوهم...) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. الصرف: (مجموع)، اسم مفعول من جمع الثلاثيّ، وزنه مفعول. (مشهود) اسم مفعول من شهد الثلاثيّ، وزنه مفعول. (شقيّ)، صفة مشبّهة من شقي يشقى باب فرح وزنه فعيل.. وفيه إعلال بالقلب، قلبت الواو إلى الياء لأن أصله شقيو، والمصدر الشقاوة والشقوة.. اجتمعت الياء والواو والأولى منهما ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأولى.. (سعيد)، صفة مشبّهة من سعد يسعد باب فرح، وزنه فعيل. (زفير)، مصدر زفر يزفر باب ضرب وزنه فعيل، وهذا الوزن هو ضابط مصدر الفعل الدالّ على صوت.. وثمّة مصدر آخر هو زفر بفتح فسكون.. والزفير إخراج النفس، وقد يكون مأخوذا من الزفر وهو الحمل على الظهر. (شهيق)، مصدر شهق يشهق باب فرح وزنه فعيل، وهو ضدّ الزفير. (شقوا)، فيه إعلال بالحذف أصله شقيوا، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى القاف قبلها بعد تسكينها، ولمّا اجتمع ساكنان حذفت الياء، وزنه فعوا بضمّ العين. (فعّال) صيغة مبالغة اسم الفاعل، ووزنه هو لفظه. (عطاء)، اسم مصدر من فعل أعطى الرباعيّ، مصدره القياسيّ إعطاء، والهمزة الأخيرة منقلبة عن حرف العلة الياء لمجيئها متطرّفة بعد ألف زائدة. (مجذوذ)، اسم مفعول من جذّ الثلاثيّ على وزن مفعول بفكّ إدغامه. (مرية)، انظر الآية (17) من هذه السورة. (موفّوهم)، اسم فاعل من وفّى الرباعيّ، وزنه مفعوّهم بضمّ الميم والعين.. في الكلمة إعلال بالحذف أصله موفّيوهم بضمّ الميم والياء وكسر الفاء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الفاء، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين. (منقوص)، اسم مفعول من نقص الثلاثيّ، وزنه مفعول. البلاغة: 1- استعمال اسم المفعول مكان فعله: في قوله تعالى: (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) والسر في ذلك هو لما في اسم المفعول من دلالة على ثبات معنى الجمع لليوم، وأنه يوم لابد من أن يكون ميعادا مضروبا لجمع الناس له، وأنه الموصوف بذلك صفة لازمة، وهو أثبت أيضا لإسناد الجمع إلى الناس، وأنهم لا ينفكون منه ونظيره قول المتهدد: إنك لمنهوب مالك عروب قومك، فيه من تمكن الوصف وثباته ما ليس في الفعل والاتساع في الظرف. 2- الكناية: في قوله تعالى: (وَما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ) أي لانتهاء مدة قليلة، فالعد كناية عن القلة، وقد يجعل كناية عن التناهي. 3- الجمع مع التفريق: فالجمع في قوله تعالى: (لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ) والتفريق في قوله: (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ). 4- التقسيم: في قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا) إلى آخر الآية. 5- الاستعارة: في قوله تعالى: (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ). والمراد الدلالة على كربهم وغمهم، وتشبيه حالهم بحال من استولت على قلبه الحرارة وانحصر فيه روحه، أو تشبيه أصواتهم بأصوات الحمير. ففي الكلام استعارة تمثيلية أو استعارة مصرحة. الفوائد: - الاستثناء الوارد في الآيتين: (107- 108) ورد في هاتين الآيتين بيان خلود أهل النار في النار وأهل الجنة في الجنة، بيد أنه ورد استثناء وهو قوله تعالى: {إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ}. وسنورد فيما يلي آراء العلماء في هذا الاستثناء: اختلف العلماء في الاستثناءين، فقال ابن عباس والضحاك. الاستثناء الأول، المذكور في أهل الشقاء، يرجع إلى قوم من المؤمنين يدخلهم اللّه النار بذنوب اقترفوها ثم يخرجهم منها، ويدل على صحة هذا التأويل ما روي عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «إن اللّه سبحانه وتعالى يخرج قوما من النار بالشفاعة فيدخلهم الجنة، وفي رواية أن اللّه يخرج ناسا من النار فيدخلهم الجنة». أخرجه البخاري ومسلم. وأما الاستثناء الثاني المذكور في أهل السعادة، فيرجع إلى مدة لبث هؤلاء في النار قبل دخولهم الجنة، فعلى هذا القول يكون معنى الآية: فأما الذين شقوا ففي النار، لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السموات والأرض، إلا ما شاء ربك أن يخرجهم منها فيدخلهم الجنة. وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ أن يدخلهم النار أولا ثم يخرجهم منها فيدخلهم الجنة، فحاصل هذا القول أن الاستثناءين يرجع كل واحد منهما إلى قوم مخصوصين، هم في الحقيقة سعداء، أصابوا ذنوبا استوجبوا بها عقوبة يسيرة في النار، ثم يخرجون منها فيدخلون الجنة، لأن إجماع الأمة على أن من دخل الجنة لا يخرج منها أبدا. وقيل: إن الاستثناءين يرجعان إلى الفريقين السعداء والأشقياء، وهو مدة تعميرهم في الدنيا، واحتباسهم في البرزخ، وهو ما بين الموت إلى البعث، ومدة وقوفهم للحساب. وقيل معنى إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ: سوى ما شاء ربك، فيكون المعنى خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من الزيادة على ذلك. وهو كقولك لفلان عليّ ألف إلا ألفين، أي سوى ألفين. وقيل: إلا بمعنى الواو، يعني وقد شاء ربك خلود هؤلاء في النار وخلود هؤلاء في الجنة. وقيل: لو شاء ربك لأخرجهم منها، ولكنه لم يشأ، لأنه حكم لهم بالخلود فيها. قال الفراء: هذا استثناء استثناه اللّه ولا يفعله. والصحيح هو القول الأول عن ابن عباس. ويدل عليه قوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) بإخراج من أراد من النار وإدخالهم الجنة. واللّه أعلم. |